الخواص العلاجية لعسل النحل
أولاً: عسل النحل وعلاقته بالطب
يعد عسل النحل أحد منتجات طائفة النحل الهامة والرئيسة وهو الغذاء الطبيعي للنحل عرفه إنسان ما قبل التاريخ. والعسل ما هو إلا رحيق الأزهار بعد أن تقوم الشغالات من جنس Apis بتجهيزه وهضمه ليتحول الرحيق إلى عسل ناضج يخزن بالأقراص الشمعية، ويتم تحويل الرحيق إلى عسل تحت تأثير أنزيم الإنفرتيز الذي يحول السكريات الثنائية إلى سكريات أحادية وأنزيم الأميليز الذي يحول المواد النشوية إلى مواد أبسط تعقيداً وفي الوقت ذاته تنخفض نسبة الرطوبة بالعسل.
ويُعرف العسل علمياً بأنه سائل حلو سميك القوام يساري الدوران للضوء المستقطب. وهناك تعريفات أخرى لعسل النحل من بينها تعريف هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية ولا يخرج مضمونه عن التعريف السابق.
ومن الملاحظ أن مكونات العسل ونسبها تختلف من دولة لأخرى بل من مكان لآخر تبعاً لظروف المكان، ولذلك فإن القوانين المعمول بها في بلدان العالم والخاصة بصفات العسل والنحل تتوقف على عامل أساسي وهو الغطاء النباتي الرئيس لما يكتسبه من طعم ونكهة ورائحة وتركيب كيميائي مميز كأن يعرف بعسل الموالح أو عسل البرسيم أو عسل السدر أو عسل الطلح أو عسل القطن أو عسل الكافور أو غير ذلك من الأنواع، إلا أن كلًا منها وبصفة عامة لا يأتي من مصدر زهري واحد، فهذا نادر الوجود ولكن قد يغلب عليه مصدر رئيس بالإضافة إلى مصادر ثانوية، وعلى ذلك فإن معظم الأعسال تأتي من مصادر زهرية متنوعة.
عسل النحل يكون طبيعياً ودواء إذا لم يتعرض النحل المنتج له لأية عمليات تغذية صناعية، وإذا تم فرز العسل بطريقة صحيحة بعد نضجه -دون تعريضه لأية معاملات حرارية أو أشعة الشمس– وتخزينه في أوعية صحية، والزجاج هو أفضلها في حين المعدن المتآكل يتفاعل مع الأحماض الموجودة في العسل ويصبح العسل ملوثًا ببعض المعادن الثقيلة التي لها أثر ضار على الجسم على المدى البعيد بما يسمى بالأثر التراكمي.
كما أن بعض أعسال المزارع قد تتلوث بالمبيدات الحشرية التي تجمعها النحلة من رحيق الأزهار التي تم رشها بالمبيد، وتذوب في الشمع أكثر من العسل بسبب القطبية، فبعد فرز العسل تكون غالبية المبيد قد تم التخلص منها في الشمع، لذا نحذر من أكل الشمع الناتج من خلايا النحل في مزارع ترش بالمبيدات الحشرية.
كما أن طريقة أخذ العسل وتناوله تحدد درجة الاستفادة منه علاجياً، فقد يقوم المريض بتناول العسل لعدة شهور بطريقة خاطئة لا يحصل منها على الاستفادة الكاملة، فقد يقوم بخلط العسل مع الحليب مثلًا، وكما هو معروف فإن الحليب مادة غذائية تحتوي على العديد من العناصر والمركبات كالدهون والبروتين واللاكتوز و غيرها من العناصر، وعندما تختلط مع العسل في المعدة يكون هناك منافس لمركبات العسل بالنسبة للامتصاص فتقل الفائدة، بينما يكون أخذ العسل مع الماء فقط أفضل لعدم وجود المنافس فيتم امتصاص المكونات العلاجية من العسل دون أدنى منافسة.
كما أن درجة حرارة الماء لها دور فيجب أن لا يكون الماء ساخناً بل ماءً عادياً يميل إلى البرودة وذلك لعلاج كثير من أمراض الجسم وخصوصاً الأمراض الباطنية والقولون، أما أمراض المعدة كالقرحة والحموضة فيفضل أخذ العسل لها دون ماء وفي الصباح الباكر قبل الإفطار بساعة لكي يمكث في المعدة أطول مدة ممكنة ليقوم بالعلاج الموضعي لجدار المعدة الداخلي، وهناك من يكتحل بالعسل لعلاج أمراض العين وهناك بعض الخطورة من بعض أنواع العسل السامة أو الملوثة التي قد تضر بالعين أكثر من نفعها.